بسم الله الرحمن الرحيم
مذكرة للعرض على مجلس إدارة جمعية مجمع البحرين بالمقطم
السيد الأستاذ الحاج / مدني محمود – رئيس الجمعية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإنني قد تحدثت معكم منذ شهور بخصوص ضرورة النهوض بأكاديمية الإمام الطبري التابعة للجمعية في كل مجالاتها ؛ وذلك بتكوين مجلس أمناء يكون مسئولا عن كل شئ ويكون دور العميد تنفيذ ما ينتهي إليه المجلس من قرارات ومتابعة سير العمل بالمعهد،ولكن للأسف الشديد فوجئت من خلال عدة مجالس ماضية أن عميد المعهد الحالي لا يعرض علينا كل نشاط المعهد .
والدليل على ذلك أنه قام بعقد محاضرة لأحد المشايخ الصوفية / عبد الغني العمري من دولة المغرب عبر الإنترنت،وكان ذلك يوم الثلاثاء الموافق 14/12/2016م بعد صلاة المغرب .ونحيط علم سيادتكم أن عميد المعهد قد قام بتوزيع عدة كتب على أساتذة المعهد لهذا المدعو منذ أسبوع .
وقد قمت بتصفح هذه الكتب وفوجئت أن فيها انحرافات فكرية وعقدية تصل إلى حد الإلحاد الظاهر،كادعائه معرفة الغيب والتلقي المباشر عن رب العالمين،وأيضاً ادعائه العصمة لغير المعصومين ،والثناء المغالي على الشيعة الرافضة، واتهامه لجميع أهل السنة بأنهم ليس عندهم خلافة ولا علم، مع تطاوله على فقهاء وعلماء الأمة والتحقير منهم، وكذلك تطاوله على المؤسسات العلمية، وهمز ولمز في جميع الجماعات والجمعيات الإسلامية مما لا يليق بنا أن نقدمه للناس على أنه من أهل العلم .
هذا على وجه الإجمال وإليكم شيء من التفصيل لأفكاره ومعتقداته مؤكدة بالأدلة من خلال كتبه التي بين يدي .
1- في باب الإلحاد الظاهر يقول: فالذي رحى الوجود بيده، يديرها كيف يشاء، هو القطب ، وهذا الذي يضع يده عليها فلا تدور فكأنه كان من الأفراد([1])
ويقول أيضاً : إن هذا الشأن ( القطبية ) عزيز ولولا هذه العزة ما كان رجال الغيب رجال غيب ([2])
ويقول في نفس الكتاب ص 51 : أما رجال الغيب ............... وقد أعطاهم الله الاطلاع على القلوب ، يعلمون ما يخطر فيها ، فضلا منه ونعمة .
ويقول في كتاب العبر الإخوانية ص 102: وإن من أكبر أسباب رد القدر أو تبديله إرادة الربانيين الذين أعطاهم الله الحكم والتصرف في الغيوب )
ومن صفات هذا القطب التصرف في العالم بجميع الأسماء الإلهية
فيقول: وهذا الخليفة الإلهي ( أي القطب ) لا يكون خليفة حتى يكون له التصرف في العالم بجميع الأسماء الإلهية ([3])
ومن صفاته أنه لا تستمر الدنيا إلا بوجود هذا الخليفة
فيقول: فإن كان الزمن زمن انقطاع للخلافة كما هو زمننا، فإن المدد يكون بيد خليفة باطن ( القطب) ولا بد ؛ لأنه لا يمكن أن يستمر وجود الدنيا من غير وجود لهذا الخليفة ([4])
2-ادعاء التلقي المباشر عن رب العالمين
يقول في كتاب العبر الإخوانية ص 53: فأما نبوة التشريع فقد انقطعت ، وأما الإخبار الإلهي لما شاء من عبادة بما يشاء سبحانه فلا ينقطع أبدا ، وإلا فكيف ينتظم الملك( خلافة العالم) إذا ثبتت القطعية ؟ .... تعالى الله )
وفي نفس الكتاب السياسة باعتبار الباطن ص 281 يقول : والحقيقة أن كلامنا كان توصيفا ( تشخيصا) لواقع الأمة الإسلامية والعالم من بعدها على ضوء من الوحي والأخبار .وفي نفس الكتاب ص 288 يقول: فعليه ( أي المريد )أن يأخذ العلم الحق عن أهل الله الذين يأخذون عن الله )
وفي كتاب العبر الإخوانية 57 يقول: ( وأما بصيرة المرشد الرباني الوارث فهى فرع من بصيرة النبي صلى الله عليه وسلم بل هي هي إلا أنها تظهر في تجلى أدني مرتبة كما يظهر نور الشمس في القمر ،
وهذه البصيرة الإمامية يتلقى بها الرباني المدد العلمي والعملي من الله ، فيمد به الأتباع على ما قسم لهم في الأزل )
3- ادعاء العصمة لغير المعصومين
يقول: وأما العصمة التي تثبتها الشيعة للإمام ، فهي ما ذكرنا سابقا عن القطب ( ورجال الغيب معه) من أن تصرفه في الوجود ، وجودي لا حكمي؛ لأنه مظهر لقضاء الله ...
ثم قال: فالعصمة أصلها كون فعل الخليفة فوق تناول حكم الشرع. كل هذا من جهة الباطن لا من جهة الظاهر ، وأما أهل السنة فلما جهلوا معنى الخلافة وصرفوه إلى الظاهر وحده رأوا أن القول بالعصمة يدخل الإمام في طور النبوة التي لا يعلمون العصمة إلا لها ([5])
4- الثناء المغالي على الشيعة الرافضة: في حين التطاول على جميع أهل السنة ووصفهم أنهم لا علم عندهم ولا خلافة .
وفي نفس الكتاب السياسة باعتبار الباطن ص 236 يقول: ولولا أن الشيعة قد حصروا هذا المنصب( الإمامة الكبرى ) في عدد مخصوص من آل البيت عليهم السلام، وخرج عن إدراكهم إمام كل زمان لكانوا على الحق التام فيه .... ومع هذا القصور فهم أفضل من أهل السنة بكثير الذين يكادون لا يقيمون لمعنى الخلافة وزنا، إلا من حيث المنصب السياسي المعروف في زمانه ، وأما اليوم فلا خلافة عندهم ولا علم ،وإن من حسن فقه الشيعة ( جزئيا) أن يربطوا كثيرا من تنزيلات الأحكام الشرعية بالإمام )
ثم قال في ص 237: ومن أخص ما يختص به الإمام علم الأول والآخر والظاهر والباطن ) وفي نفس الكتاب السياسة باعتبار الباطن ص 143 يقول : أنه لا جهاد اليوم إلا جهاد الدفع ...... أما ما عدا هذا فإنه يكون مخالفة صريحة للشرع ، وإننا دائما نقول إن إخواننا الشيعة كانوا أفقه لهذه الأحكام من أهل السنة عندما ربطوها بوجود الإمام ( الخليفة )
5- تغيير الحقائق التاريخية : كيف يكون آدم خليفة عن محمد ؟
. وفي نفس الكتاب السياسة باعتبار الباطن ص 84 يقول: ( ومن هذا الوجه يكون النبي صلى الله عليه وسلم آدم زمانه،إذا اعتبرنا أن آدم هو أول خليفة ظهر في عالم الطبيعة، وإن كانت الحقيقة هى كون آدم خليفة عن محمد صلى الله عليه وسلم من جهة حقيقته السابقة عن وجود آدم والخلق أجمعين) .
6- كيف يكون العلم بالشرع من أكبر الحجب عن العلم بالله
وفي كتاب النسبية العلمية ص 132 يقول: ومن أكبر الحجب عن العلم بالله ، العلم بشرع الله ؛ لأن الناس يظنون أنه هو ، أو يظنون أن التقرب يكون بالاستزادة منه فحسب. والحقيقة أن العلم بالشرع هو علم إجرائي )
8- التحريف في بيان تفسير آيات القرآن بما يوافق هواه فيقع في كفر صريح
وفي نفس الكتاب النسبية العلمية ص 64 يقول: فالقرآن هو العلم الذي تكلم به الحق الذي هو باطن رسول الله صلى الله عليه وسلم ............
ثم قال أيضاً ص 65 : أما الله الذي هو الباطن من محمد صلى الله عليه وسلم فهو المتكلم بالقرآن الكريم المذكور في الآية( في كتاب مكنون)
9-العلم اللدني أعلى مرتبة من علم النبوة والرسالة
وفي نفس الكتاب النسبية العلمية ص 49 يقول: والعلم ( اللدني) هو أعلى مرتبة من علم النبوة والرسالة من حيث ما هما نبوة ورسالة؛ وذلك لأن النبوة والرسالة من مقامات الخلق لا الحق؛ فهما فرقيتا المشهد. بخلاف الربانية التي هي برزخية بين الحق والخلق )
10- شرط المعرفة بالله أن ينسلخ الإنسان عن علمه وعمله
وفي نفس الكتاب النسبية العلمية ص 204 يقول: إن كان العالم يريد تحصيل المعرفة بالله ، فعلية أن ينسلخ عن كل علمه وعمله ؛ ويأتي ربه كيوم ولدته أمه )
11- كيف يكون ظاهر الشريعة كفر
وفي نفس الكتاب النسبية العلمية ص 178 نقل عن الحلاج أنه كتب إلى أحد تلاميذه فقال: ستر الله عنك ظاهر الشريعة ، وكشف لك حقيقة الكفر؛ فإن ظاهر الشريعة كفر خفي، وحقيقة الكفر معرفة جلية ) ثم بدأ يشرح هذه العبارات ويترضى عن الحلاج فيقول ( رضي الله عنه )
12-تكفير كل من لم يأخذ علم الحقيقة عن أهل الله في زعمهم ؛ لأنهم يتلقون العلم عن الله .
وفي نفس الكتاب النسبية العلمية ص210 يقول: وكل من يأخذ الحكم الشرعي من غير نظر إلى الحقيقة ؛ فإنه يكون كافراً عند أهل الله ( لا بالمعني الشرعي) وهو نفس ما حذر منه الحلاج تلميذه )
13- التحريف في آيات القرآن
وفي نفس الكتاب السياسة باعتبار الباطن ص 221 عقد عنوانا يقول: لا فضل لمؤمن على كافر –
14-لا حاجة إلى فقهاء الحلال والحرام
وفي كتاب الدروس المصرية ص 24 يقول: لا تحتاج الأمة اليوم فقهاء الحلال والحرام بقدر ما تحتاج فقهاء المتشابهات ،.....
15- التطاول على الكليات والمعاهد بأنها إنتاج الجهل المتعالم
ثم قال في كتاب الدروس المصرية ص 43 :( الإسلام بسيط لكنه عميق بساطته فوق التشعيب الذي يعلمه العلماء لا دونه، والمعرفة ( العلم) التي نقصدها لا تطلب في المعاهد ؛ لأن المعاهد إنتاج الجهل المتعالم ؛ وإنما تطلب عند الله رب العالمين )
ثم ادعي أن الصحابة لم يترقوا في الدين عن طريق الدروس العلمية ولكن عن طريق المدد الغيبي من رسول الله – انظر كتاب العبر الإخوانية ص 55
16-التطاول على الفقهاء
ويقول أيضا في نفس كتاب الدروس المصرية ص 120 (لقد أدى تحالف الحكام مع الفقهاء الرسميين إلى فقدهم للصدقية معا لدى الجماهير إلا ما كان من أصحاب الأغراض الدنيوية العاجلة )
17- وصف علم الفقه بأنه ضررا بينا
ويقول أيضاً في نفس الكتاب الدروس المصرية ص133 : لقد فطن بعض المتحررين من قيود التقليد إلى حال الفقه الذي أصبح ضررا بيناً )
18- التطاول على الجماعات والجمعيات الإسلامية
في نفس الكتاب السياسة باعتبار الباطن 233 في معرض الحكم على عبادتهم يقول: فهي عبادة بدعية منشأها الجهل ... ثم قال لأن عمل هذه الجماعات مبني على الغفلة والجهل والأولياء لا يعطي مقامهم ذلك، أما من حيث الصفة الغالبة على هذه الجماعات فهي مخالفة لأصل الدين جملة وتفصيلا )
وفي كتاب العبر الإخوانية ص 25 يقول ( إن هذه الشعبة من النفاق والشرك يقصد شعار( الموت في سبيل الله أسمى أمانينا ) قد استشرت في علماء الأمة قبل جهالها )
19- الحلول والاتحاد
في كتاب الدروس المصرية ص 109 يقول: إن الربانية تقتضي أن يكون العبد فانيا في الله باقيا به )
ونقل عن الشيخ الحراق في كتاب إتحاف الملوك ص5 قوله: أتطلب ليلى وهى فيك تجلت * وتحسبها غيراً وغيرك ليست -وبعد أن ترضى عنه بدأ يشرح هذا البيت، ويقصد بليلى إشارة إلى الذات الإلهية - .تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا 20- الحط من منزلة العلماء والدعاة
في كتاب العبر الإخوانية ص 114 يقول: فنقول ما هؤلاء علماء ، وإنما العلماء من آتاهم الله نورا به ينظرون ويفهمون ، وهم العلماء الذين لا يعرفون سواه )
وفي كتاب العبر الإخوانية ص 33 يقول: ( وما زال العلماء والدعاة يصرون على أن الخلل هو في بعض التفاصيل ... ثم قال : وهذا يجعلهم في أسفل الترتيب الديني )
21- عدم إمكانية تطبيق الشريعة في هذا الزمان لأمرين
فيقول في كتاب الدروس المصرية ص 39 : أولا: ؛ لأن إرادة الله ، لا توافق أمره دائما فهو سبحانه قد أمر بتحكيم الشرع لكنه لم ذلك في جميع الأزمان ....
ثانيا: لأن الحكم بالشرع له شق ظاهر وشق باطن ، والشق الظاهر معلوم ، أما الشق الباطن فيستلزم الكشف الذي هو للأولياء خصوصا .....
22- لا يهمه إقامة دولة الإسلام
ففي كتاب الدروس المصرية ص 85 يقول: بعد سؤال : ما عملكم من أجل إقامة الدولة الإسلامية ؟ أنا لا تهمني الدولة، قامت أم سقطت ، لأن همي الله .
23- كل من لا يصل إلى الربانية كما عندهم فهو جاهل
وفي كتاب العبر الإخوانية آخر ص 33 مع ص 34 يقول: الدين منقطع عن أصله ، لا يفيد المتدين شيئا من القرب إلى ربه،والإمام الجاهل ( ونقصد به الجاهل بالله قبل أن يكون جاهلا بالأحكام) لا يدل أتباعه إلا على جهله ...
24-الطاعة قاصرة على الربانيين - وهذه دعوى للفوضى باسم الشرع
في كتاب العبر الإخوانية ص 38 يقول: ( الطاعة لله ورسوله ولأولي الأمر الذين هم الربانيون إن وجدوا ) وفي نفس الكتاب ص 51 يقول: ( وإدراك الإرادة لا يناله العبد حتى يطالع سر القدر ، ولن يطالعه حتى يبلغ التوحيد الخاص ما يسمح له بذلك )
25- الفقهاء يجهلون مرتبة الربوبية
في كتاب العبر الإخوانية -آخر الصفحة 54 يقول: ( لقد كان لعمل الفقهاء في طمس المعايير الصحيحة النصيب الأكبر في هذه العملية عبر الأزمان ، وذلك جهلا منهم بمرتبة الربانية من جهة ، وحسداً أن يسقطوا من أعين العامة)
ثم قال في نفس الصفحة:( إن إنكار الإخوان للربانية الذي هو صنو إنكار الفقهاء هو تجريد للدين من أهم خصائصه، وإلحاق بالأديان الوضعية في شطر كبير منه
26- الربانية الوساطة بين الحق والخلق
يقول في كتاب العبر الإخوانية ص 52: إن الربانية بالمعنى الشرعي الصحيح هي الوساطة بين الحق والخلق على قدر هذه الربانية ....... ثم قال : فإن أصر الفقيه أو المفكر أن ينكر ما نقول فليعلم انه منكر لأصل الدين نفسه )
27- حمل الناس على الطاعة نوع من المعصية لأنه نوع من منازعة الرب
وفي نفس كتاب العبر الإخوانية ص 64 يقول: ( وإن إرادة قهر العباد على الطاعة فيما يبدو للناس ، لهى معصية أكبر من المعاصي الظاهرة ؛ لأنها تلبي بالربوبية ، ومنازعة الربوبية سبحانه ، يجلب الهلاك المبين )
28- الأحكام الشرعية تؤخذ عن الأمي الرباني مثل كبار الفقهاء
وفي نفس العبر الإخوانية ص 34 يقول: ومن هنا تجد الأميين من الربانيين ( كسيدي عبد العزيز الدباغ في زمانه ) يعلمون من تفاصيل الأحكام ما يعلمه كبار الفقهاء )
29- الرسول لا يغيب بحقيقته عن العالم لأنه روحه وأصله .
في كتاب تعريف الخصوص ص 214 يقول: ( عرفنا أن محمدا صلى الله عليه وسلم لا يغيب بحقيقته عن العالم ؛ لأنه روحه وأصله ؛ وعرفنا أنه ما كان يخلو زمان من وجه من وجوهه )
30- الشورى غير ملزمة مع الرباني
يقول في كتاب العبر الأخوانية ص 77 : إن الشورى غير ملزمة مع الرباني .
هذه بعض النماذج التي جاءت في كتبه التي لم نرى في شيء منها خيراً ينفع الدين أو يعين على الحق . وهي عبارة عن كلام باطني خبيث يعمل لحساب السياسة العالمية التي تريد أمة خانعة مستسلمة .
بعد أن قرأت هذه الأفكار الضالة من هذه الكتب التي تنسب لهذا الشيخ الضال توجهت إلى المعهد قبل عقد المحاضرة بوقت كاف، وقرأت على عميد المعهد هذه النماذج السابقة حرصا على سلامة العقيدة وثوابت الأمة من احترام أهل العلم من الفقهاء وغيرهم ، فطلبت منه إلغاء هذه المحاضرة أو على الأقل تأجيلها وعرض الأمر على مجلس الأمناء، فإذا به يجادل في الحق بعد ما تبين له،ويقول أنه قرأ هذه الكتب ولم يفهم منها ما فهمته .
وقد كان موقفنا هو الحرص على معالجة هذا الخلل على المستوى الإداري إلا أننا فوجئنا التصلب من الدكتور/ أحمد الدمنهوري – عميد المعهد – حتى مع بعض شيوخه الذين وسطناهم لنصحه وتبيين الأمر له ، ولما عاتبته على تجاوزه وتعديه صلاحياته المعطاة له من مجلس الإدارة فأجابني بأن مجلس الأمناء مجرد استشاري وأنا العميد وأنا المسئول .
ويعد إصرار الدكتور: أحمد الدمنهوري- على إقامة هذه المحاضرة وترويجه لكتب هذا المدعو بين طلاب المعهد نوع من تلوين المعهد وصبغته بصبغة هذا المدعو الذي لا يرى أحداً أحق بالوارثة النبوية من شيخه الحلاج وابن عربي الحاتمي،وعبد العزيز الدباغ الأمي .
أما الحلاج الذي ينقل عنه كما سبق ويترضى عليه فقد حكم عليه أئمة المسلمين بالكفر بسبب انحرافاته العقدية يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى: الْحَلَّاجُ قُتِلَ عَلَى الزَّنْدَقَةِ، الَّتِي ثَبَتَتْ عَلَيْهِ بِإِقْرَارِهِ، وَبِغَيْرِ إقْرَارِهِ؛ وَالْأَمْرُ الَّذِي ثَبَتَ عَلَيْهِ لِمَا يُوجِبُ الْقَتْلَ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ وَمَنْ قَالَ: إنَّهُ قُتِلَ بِغَيْرِ حَقٍّ فَهُوَ إمَّا مُنَافِقٌ مُلْحِدٌ، وَإِمَّا جَاهِلٌ ضَالٌّ. وَاَلَّذِي قُتِلَ بِهِ مَا اسْتَفَاضَ عَنْهُ مِنْ أَنْوَاعِ الْكُفْرِ، وَبَعْضُهُ يُوجِبُ قَتْلَهُ؛ فَضْلًا عَنْ جَمِيعِهِ. وَلَمْ يَكُنْ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ الْمُتَّقِينَ؛ بَلْ كَانَ لَهُ عِبَادَاتٌ وَرِيَاضَاتٌ وَمُجَاهَدَاتٌ: بَعْضُهَا شَيْطَانِيٌّ، وَبَعْضُهَا نَفْسَانِيٌّ، وَبَعْضُهَا مُوَافِقٌ لِلشَّرِيعَةِ مِنْ وَجْهٍ دُونَ وَجْهٍ. فَلَبَّسَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ.([6])
وقال أيضاً : ( وَمَا نَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ ذَكَرَ الْحَلاجَ بِخَيْرِ لا مِنْ الْعُلَمَاءِ وَلا مِنْ الْمَشَايِخِ ; وَلَكِنَّ بَعْضَ النَّاسِ يَقِفُ فِيهِ ; لأَنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ أَمْرَهُ )([7])
يقول الإمام الذهبي: تبرأ منه سائر الصوفية( المعتدلين) والمشايخ والعلماء فمنهم من نسبه إلى الحلول، ومنهم من نسبه إلى الزندقة، وإلى الشعبذة والزوكرة، وقد تستر به طائفة من ذوي الضلال والانحلال، وانتحلوه وروجوا به على الجهال ([8])
أما شيخه الثاني هو: ابن عربيّ: أبو بكر محيي الدِّين محمَّد بن عليّ بن محمَّد الحاتمي الطائي الأندلسيّ الشَّيخ الأكبر والكبريت الأحمر عند الصوفيَّة ، من غلاة المتصوفة . توفي سنة 638هـ ([9]) –
وكتابه فصوص الحكم فهو من مطبوعات دار الكتاب العربيّ ـ بيروت ـ لبنان ، الطّبعة الثّانية 1400 هـ ، تحقيق أبي العلاء عفيفي .
ويُعدُّ كتاب الفصوص من أعظم كتب ابن عربيّ ، ويمثِّل خلاصة مذهبه ، وقد نظمه في سبع وعشرين فصًّا ، ابتدأها بفصّ حكمة إلهيّة في كلمة آدميّة ، ثُمَّ مرورًا بفصوص مرتّبة على أسماء الأنبياء ، ثُمَّ ختمها بفصّ حكمة فرديّة في كلمة محمَّدية . ،وكلام ابن عربيّ في فصوصه فيه من الزّندقة والضلال الشّيء الكثير ، فكلامه دائرٌ على الوحدة المطلقة ، وليِّ أعناق النّصوص بما يوافق زندقته .
وقد نقل البقاعي تكفير العلماء له . كما أن لابن عربي كتاباً أكبر من فصوصه سمَّاه الفتوحات المكيَّة في عدة مجلدات وهو طافحٌ بالفكر والزندقة أيضاً .
انظر : مصرع التَّصوُّف للبقاعي ص19 ـ 150 ، ابن عربيّ الصوفي في ميزان البحث والتَّحقيق لعبد القادر السّندي ص17 .
واختلف النّاس في ابن عربي على ثلاثة أقسام : ـ
القسم الأَوَّل : حكم بكفره ، وصنَّف رسائل في خروجه عن الإسلام ، ومنهم : السّخاوي ، والتَّفتازاني ، وملاّ عليّ قاري . انظر : موقف ابن القيِّم من الصوفيَّة ص150 .
وقد نقل البقاعي تكفير ابن عربي ومن كفَّره من الأئمَّة والعلماء . انظر : مصرع التَّصوُّف ص150 .
القسم الثّاني : جعله من أكابر الأولياء ، ومن سادة العلماء ، كعبد الوهاب الشّعراني في طبقاته .
القسم الثّالث : يرى أنَّهُ ليس من الأولياء ، ولا يجوز مطالعة كتبه ، منهم السيوطي .انظر في ذلك : موقف ابن القيِّم من الصوفيَّة ص151 .
ومن النماذج الكفرية في كتاب فصوص الحكم التالي :
وعند ابن عربيّ ومن تبعه أَنَّ نبوّة التَّشريع انقطعت ، وأَمَّا نبوّة التَّحقيق فلم تنقطع ، وهي الولاية عندهم .
وقد صرَّح ابن عربيّ في فصوص الحكم أَنَّ الولاية أعظم من النّبوّة ، بل أكمل من الرِّسالة ، ومن كلامه في ذلك قوله :
مقام النّبوّة في برزخٍ .......فويق الرَّسول ودون الوليّ ([10])
وادّعاء سقوط التَّكاليف الشَّرعيَّة ؛ من شعار أهل التَّصوُّف ، فالعبادات عندهم إنّما هي للعوام وأَمَّا هم فلهم شعارات تعبّديَّة خاصّة ، والوليّ عندهم يصل إلى مرحلة تسقط عنه التَّكاليف الشَّرعيَّة ، وأَمَّا الحلال والحرام ؛ فانطلاقًا من عقيدة الوحدة والوجود عندهم لا يُحرِّمون شيئًا ؛ لأنَّ الكلّ عين واحدة ، ولذلك كان منهم الزّناة واللّوطيّة ([11])
إن فكر هذا الرجل الذي يروج له عميد المعهد ينبع من هؤلاء الزنادقة من خلال ما سبق من أقوال الأئمة .
وقد اتضح مؤازرة ومناصرة العميد ؛ لهذا الشيطان الخبيث من خلال ما يلي:
1-عدم قبول النصيحة ممن هو أكبر منه علما حيث رد عليه بقوله: هذه قضية مهملة كلما عرض عليه شيخنا شيئا . مع أن القضية المهملة لا يحتج بها إلا في محلها عند المناطقة . وكنا بهذه النصيحة – أنا والشيخ – نريد أن نرفع عنه الحرج ولكنه جادل جدالا عقيما .
2-رده الأخير على الشيخ بقوله: أنا لم أفهم ما فهمته،وهو يعرف من هذا الشيخ
4- قام بتوزيع ورق مملوء مدحا وثناء لهذا الشخص دون أن يستشير فيه العلماء و المسئولين عن المكان الذي تمت فيه تلك الجريمة على الحاضرين في الندوة التي أعدها وجهزها
5-وصفه لهذا المرتد فيما بلغنا أنه قامة من القامات .
6- ترتب على إقامة هذه المحاضرة اهتزاز الثقة في قلوب الحاضرين بسبب ما بثه من فكر ينافي ثوابت الأمة .
7- استمراره في ترويج فكر هذا الشيخ الضال فقد كتب يوم 19/12/ 2016م ، أي بعد إقامة هذه المحاضرة وعلمه أن الأساتذة في الأكاديمية يدرسون أمر هذا المدعو مما كان ينبغي له أن يتوقف عن بث أفكاره.
فقد وضع برنامج لتعلم العقيدة ثم تدرج به حتى يصل إلى فكر هذا المدعو ،وإليك ما كتبه على موقع الأكاديمية .
يقول : أما إن أردت الجمع بين قواعد أهل الكلام ومعارف أهل العرفان ، فيمكنك اعتماد هذا السلم الذي وضعته لبعض الطلاب مزجا ، فنبدأ بـ ( متن أم البراهين ) وشروحه وحواشيه ، ثم ( شرح عقيدة الغزالي ) للشيخ أحمد زروق ، ثم ( ميزان العقائد الشعرانية ).. ثم ( القواعد الكشفية الموضحة لمعاني الصفات الإلهية ) ..للشعراني أيضا ، ثم ( حاشية العلامة اﻷمير على شرح البيجوري لجوهرة اللقاني ) ، ثم ( العقيدة الكبرى ) للإمام السنوسي مع شرحه وحاشية الحامدي ، ثم ( اليواقيت والجواهر في عقائد الأكابر ) للشعراني ،
ثم ( تجريد التوحيد ) لسيدي عبد الغني العُمري الحسَني ، ثم ( الكبريت الأحمر في عقائد الشيخ الأكبر ) فـ ( الميزان الذرية ) كلاهما لسيدي الشعراني، ويمكن للطالب إضافة ثلاثية سيدي الشيخ عبد الغني العُمري -نفعنا الله به- : ( مراتب العقل والدين ) ، و ( كشف الحجب الإدراكية ) ، و ( الكمال والتكميل ) بعد ( أم البراهين،قال:هذا البرنامج الأخير يستغرق تقريبا 10 سنوات ، ليكون بعدها من الأفراد .لهذا كله أطلب من باب النصيحة لله ورسوله ثم لكم اتخاذ موقف عاجل وإجراء التحقيق الأعجل حتى يتبين للجميع الحق من الباطل ، وحتى لا يكون سكوتنا تدليسا على دين الله تعالى وعلى الأمة ،ونفع الله بكم ووفقكم لما يحب ويرضى،والأمر معروض عليكم لاتخاذ اللازم –